الأحد، 25 مارس 2012

الحكاية السابعة : عسكر وأغلبية

كان ياما كان .. يا شعب يا غلبان ..
يا حاطط أمل على نواب وبرلمان ..
أنه في أحد البلاد .. التي انتظرت البرلمان كفرج من رب العباد ..
جلس الشعب ينتظر جلسات برلمانه بجدية .. فوجد جلساته قمة في المسخرة والأفشات الكوميدية ..
ففي أول جلسات برلمان ثورتهم .. قرر كبير المجلس شكر حاكمهم ..
وكأن الحاكم جاب البرلمان من بيتهم .. أو هو اللي رشح النواب أو حتى عيّنهم ...
ولما كانت أول قصيدة في الديوان كفر .. استمرت الطرائف بشكل لا يسر ..
فمنهم من طالب بغلق المواقع الإباحية .. ومنهم من طالب بمنع اللغة الانجليزية ..
ونسوا الفقر والشهداء والأوضاع الكارثية .. فيبدو أن النواب همهم فقط تطبيق الشريعة الإسلامية ..
وشعرت الأغلبية في البرلمان .. أن خيبتهم هتظهر وهتبان ..
وإن فشلهم أصبح واضح للعيان .. فقرروا- قال إيه - يعلنوا العصيان ..
فقالوا : العسكر هو اللي مانعنا من تكملة الإصلاحات .. وحاططنا في دماغه أحنا بالذات ..
وبنعلنها صراحةً هنطلّع مليونيات ..علشان صبرنا نفذ من شغل التلات ورقات ..
أوعوا تفتكروا إننا خايفين على الكراسي .. مع إن ده صحيح بس مش ده خوفنا الأساسي ..
وبناءاً عليه هنستحوذ على تشكيل الدستور .. وهنقدم مرشح للرئاسة ومش هيكون طرطور ..
وهيكسب الانتخابات بما لا يخالف شرع الجماعة .. عشان ننقذ البلد من العسكر ومن المجاعة ..
إننا نحمل الخير لكم يا شعبنا .. ومش هدفنا سُلطة ولا عمرها كانت في فكرنا ..
أحنا عايزينها بس عشان نرضي ربنا .. وعايزنكم تسمعوا كلامنا وتقفوا جنبنا ..
وظل الشعب في غيبوبة .. وهو يلهث وراء بنزين وأنبوبة ..
وفجأة كسب مرشح الأغلبية .. وأكتسح الجميع في الانتخابات الرئاسية ..
وبعث قائد العسكر لهم ببرقية .. شكراً ليكم على روعة التمثيلية ..
ضحكتوا على الناس وفهمّتوهم إنكم ضدي .. والناس صدقوكم وخلوا مرشحكم يعدي ..
وضربتوا عصفورين بحجر يا ولاد الجنية .. كسبتوا الرئاسة وكسبتوا كمان الشرعية ..
وخرجنا خروج آمن غصب عن اللي جبوهم .. وبالمرة ما تنسوش تتصالحوا مع اللي سرقوهم ..
ونصيحة مني أوعوا تبطلوا تشتغلوهم .. دي ناس طيبة وجميلة بالحوارت أحكموهم ..
وهكذا يا سادة ياللي معايا .. انتو اللي بإديكم تغيروا نهاية الحكاية ..
وبدل ما تشربوا الحوارات بتاعت كل مرة .. خلوا مصيركم فإيدكم حتى لو لمرة ..
ما تخلوش الأفلام دي تدخل عليكم .. خليكم واعيين أبوس أديكم ..
لا الحداية هتحدّف كتاكيت ليكم .. ولا القطة هتبقى أسد عشان ترضيكم ..



محمد العليمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق