الخميس، 1 مارس 2012

حكايات (ألف جلسة وجلسة) - الحكاية الأولى


كان ياما كان .. في حاضر العصر والأوان ..
في بلد لم تختار حاكمها منذ قديم الزمان .. في بلد يبدو أن شعبها سيظل يُهان ويُهان..
بلد قامت بثورة لخلع حاكم ظالم .. فحكمها عسكري قديم بالعصا والخرطوش يُحاكِم ..
بلد سرقها كل من (هب ودب) ويوم أن قامت بثورة سُرقت ثورتها ..
ويوم أن انتخبت برلمان ،  أصبحت الأغلبية فيه مثل (خيبتها) ..
وعندما ظنت أن اختيار الحاكم هو الأمل الوحيد في أن يكون لها حق الاختيار .. خرج عليها الأغلبية بأغرب قرار ..
قالوا: ولماذا نحتار ؟ فلنأتي بحاكم توافقي ويا شر ما دخلت الدار ..
نجعله حصنا وأماناً للعسكري المُختار .. ويعطينا قطعة من الكعكة وإلا فأنتم أحرار ..
فلما أوشك الشعب على الانفجار .. خرج النواب وقالوا : (كنا بنهزر) ما هي إلا (بالونة) اختبار ..
وهدأ الشعب ونسى وعاد إلى حياته (المرار) .. فخرج عليهم النواب مرة أخرى وقالوا : فلنُحرق من نعت سيدنا الحاكم بالحمار .. فرد الشعب: الويل له .. كيف يُسب الحمار ؟ ..
فأغتاظ النواب .. وتركوا ما أمامهم من (بلاوي) وأوضاع (هباب) ..
وتفرغوا لمحاكمة من سب الحاكم وقاموا بتجريم السباب ..
ولم يجرموا قتل الحاكم للشباب .. ولم يجرموا ما يعانيه الشعب من سحل وإذلال وعذاب ..
حرماً أيها النواب .. إدعوا الله أن يخفف عنكم العقاب ..
 فمن ساند ظالماً وترك حق المظلوم له شديد العقاب .. فلا ينتظر الثواب ..

محمد العليمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق