الثلاثاء، 6 مارس 2012

الحكاية الخامسة : حكاية أبو صلاحيات

كان ياما كان .. في أحد البلدان ..
التي يحكمها العجائز منذ قديم الزمان ..
انه في مرحلة انتقالية .. يديرها حاكم بقبضة عسكرية ..
عيّن رئيس وزراء وأعطاه صلاحيات رئيس الجمهورية ..
وقال للشعب : مالكومش حجة .. أتيت لكم برجل ذو شعبية ..
قال له الشعب : شعبية مين يا عينيا ؟!! .. ما لقتش غير واحد عدى ال70 بشوية ؟!!
قال الحاكم : ده راجل رياضي .. وخبير اقتصادي .. والاهم من ده كله إن أنا عنه راضي ..
فتم تعينه رئيس للوزراء ..وشعر الشعب أن البلد تعود للوراء ..
واعترض شباب على تعيينه .. ووقفوا أمام مبناه وقالوا: مش عايزينه مش عايزينه ..
وبعدها بأيام .. تم فض الاعتصام ..
وذهب (أبو صلاحيات) للمبنى وأكل وشرب وأشتغل ونام ..
وظل يخرج على الناس كل يوم ببيان .. سنفعل .. سنُصلح .. لكن ما تنزلوش الميدان ..
وخلي بالكم الاقتصاد قرّب ينهار .. ومافيش فلوس مافيش فائض مافيش استثمار ..
والاهم إننا نحاول نبقى متعاونين .. بس صح نسيت أقولكم .. فيه مخطط إرهابي يوم خمسة وعشرين ..
فلَطَم الشعب وقال : طب كده  الاستثمار هيجي منين ؟؟ .. فيه حد يقول على الخراب قبل ما يحصل يابو العاقلين ؟
ومرت أيام كتيير .. ولم يشعر الناس فيها بأي تغيير ..
وقالوا ننتظر حتى ينعقد البرلمان .. أكيد هيكوّنوا حكومة ونخلص من التوهان ..
وترك الحاكم الشعب في الأحلام .. وقال :عاملّكم مفاجأة قبل الانعقاد بأيام ..
 أصلي نسيت اكتب في الإعلان الدستوري فيما مضى .. أنه ينفع للبرلمان يشكل حكومة أصل القلم فَضَا ..
بس أنا هخلي الحكومة تشتغل كويس .. وآديها شغالة لحد ميعاد تعيين الريس ..
فقال الشعب مش مشكلة .. يمكن البرلمان يسحب الثقة وتتحل المسألة ..
وقالت الأغلبية في البرلمان .. لن نسمح للحكومة بأن تستمر يوم كمان ..
لكن لابد نسمع بيانه عشان دي الأصول .. بس برضه هنسحب الثقة ويقول زي ما يقول ..
وبعد بيان هزيل من (أبو صلاحيات) .. صفق النواب له ووزعوا الشربات ..
وقالوا نعطيه فرصة واللي فات مات .. مش هنقطع عيشه ده برضه عنده بنات ..
وتكررت المصائب بعدها بشكل كبير .. وفي كل مرة تقول الأغلبية سنسحب الثقة وبدون تفكير..
ويذهب إليهم في كل مرة (أبو صلاحيات) .. ويأكل بعقلهم ما تيسر من الحلويات ..
وكالعادة يُصفق النواب بكل حرارة .. ويمنحوه الثقة ليُكمل بناء البلد المُنهارة ..
ويقول فعقل باله: "خليكوا كده فاكرين السلطة في أيدكم .. دا اللي جايبني هو اللي هيقعدّني غصباً عنكم ..
وأهي لعبة وحنلعبها كتير وحياتكم .. بس في الآخر أنا مش همشي وهفضل قاعد على أنفاسكم .. "

محمد العليمي

هناك تعليقان (2):

  1. أ/ محمد أول مرة أزور المدونة وللحقيقة وجه واحد وهى انت .... فعلاً تسرد بحس أدبى ساخر مميز دام تألقك لترتقة بنا أخوك

    القوسى ناراٌ بلا رماد

    ردحذف
    الردود
    1. دي شهادة أعتز بيها يا أستاذ محمد ويارب كتاباتي القادمة تبقى عند حسن ظنك ..

      حذف